Umniah

رسالة عمّان… رسالة لكلّ الأزمان

جمال9 مايو 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
رسالة عمّان… رسالة لكلّ الأزمان
رابط مختصر

رسالة عمّان… رسالة لكلّ الأزمان

عكاظ الاخبارية:

بقلم / الدكتور أحمد ناصرالدین
في السابع والعشرین من رمضان قبل سبعة عشر عامًا، وتحدیدًا في عام 1425ه/2004م، أصدرت
المملكة الأردنیة الھاشمیة بیانًا مھمًّا ومتمیّزًا بمبادرة من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسین حفظھ الله
ورعاه، حمل اسم (رسالة عمّان)؛ بھدف تقدیم الإسلام للعالم أجمع بصورتھ النقیّة البھیّة الناصعة، وشرح
تشریعاتھ الناظمة للعمل الجماعي المشترك في إطار وحدة واحدة، وتأكید تعلیماتھ السمحة للعیش الحرّ
الكریم في مجتمع واحد تتعدّد أطیافھ، وتتوحّد رؤاه، وتتوافق تطلعاتھ لحیاة حرة كریمة تسمو بالإنسان.
وتُعدّ (رسالة عمّان) رسالة الھواشم الأحرار لردّ الشبھة عن الإسلام، ولمواجھة من یتعرّضون لھ بالتشویھ
والافتراء، من خلال تأكید أنّ الإسلام الذي جاء خاتمة للأدیان السماویة كافة، تتوحّد تحت رایتھ مضامینھا
الفكریّة، ویدعو لمكارم الأخلاق التي دعت إلیھا، في الوقت الذي یشكّل في اعتدالھ وتسامحھ ورقیّھ ثقلاً
یحفظ الحیاة الإنسانیة من المصائب والشرور الناجمة عن الاختلاف العقديّ أو الفكريّ، وغیرھما من
مسببات الاختلاف بین الأقوام، وقد حدث في زمن النبي علیھ الصلاة والسلام ما یؤكد ذلك؛ إذ حلّ بوجوده
السّلام، وانتشر بفضل حكمتھ الوئام بین أطیاف المجتمع كافة: مسلمین ومسیحیین ویھود، وسادت صفة
التعایش بینھم وفق ضوابط ناظمة لحیاة مشتركة، مستھدین بالإسلام العظیم، دین السّلم والسلام.
لقد دعا الإسلام إلى مكارم الأخلاق، وحثّ على التسامح والعفو، ومنع الاعتداء على حقوق الآخرین،
وأوجب احترام العھود والمواثیق التي كانت تنظم العلاقات بین أصحاب الدیانات المختلفة في المجتمع
الإسلاميّ الكبیر، وحرّم الغدر والخیانة، وجمع تحت جناحیھ أخوة اجتمعوا على فكرة جمعت بین الأدیان
السماویة كافة، وھي فكرة التوحید التي جعلتنا نؤمن بتلك الأدیان، وبأنبیائھا، وبالكتب السماویة المنزلة
علیھم، رافضین التعصّب والعنصریة، مؤمنین بقولھ تعالى: ” لا إكراهَ في الدّینِ قدْ تبیّنَ الرُّشدُ من الغَيّ”.
وبعد، فما زال الإسلام ً قادرا على ّ السمو بحیاتنا ّ الإنسانية، في حال حرصنا على تطبیق شرائعھ، واتّبعنا
ما دعا إلیھ من التوازن والاعتدال ّ والوسطية؛ لنضمن عیشًا تشاركیًّا ً ھانئا ً بعیدا عن التعصب الذي ترفضھ
جمیع الأدیان ّ السماوية. وما زالت عمّان بحنكة قادتھا الھواشم، وبحكمة أحرارھا الغیورین على الدین
الإسلامي العظیم مدینة الوئام والسلام، حاضنة الفكر المعتدل، وراعیة المواقف العقلانیّة، محاربة الإرھاب،
ورافضة التعصّب والعنصریّة، وما زالت رسالة عمّان وستبقى صالحة لكلّ زمان؛ لأنھا شكّلت میثاقًا إنسانیًّا
وأخلاقیًّا عالمیًّا، یقوم على التوازن، والاعتدال، والوسطیّة، ویدعو لاحترام العھود والمواثیق، وتحقیق
الرحمة والخیر للناس أجمعین؛ الأمر الذي أتاح لھا أن تُوقّع من مئات القادة الدینیّین والسیاسیّین، وأن
والعیش المطمئن. ُتترجم إلى لغات عدیدة، وأن تنتشر بین أنحاء العالم كافة، وأن تبقى نبراسًا یضيء طریق التعایش الآمن،
فكلّ رمضان وعمّان والعالم أجمع بسلام، وأنتم بخیر ووئام.

048 1 2 - وكالة عكاظ الاخبارية