Umniah

تأثيرات وجود قوات دولية في قطاع غزة

جمالمنذ ثانية واحدةآخر تحديث : منذ ثانية واحدة
تأثيرات وجود قوات دولية في قطاع غزة
رابط مختصر

عكاظ الاخبارية

محمد نور الدباس

إن وجود قوات دولية في قطاع غزة سيكون له تأثيرات متعددة منها تأثيرات سياسية وتأثيرات أمنية وأخرى إنسانية، وتختلف هذه التأثيرات باختلاف طبيعة هذه القوات، وتفويضها، والجهة التي تشرف عليها، ويمكننا إبراز هذه التأثيرات بالحديث أولاً عن التأثيرات الأمنية، وذلك بأن وجود قوات دولية من شأنه خفض مستوى العنف مؤقتاً، فوجود هذه القوات الدولية المحايدة قد يحد من الاشتباكات المسلحة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خاصة إذا تم نشرها كقوة فصل أو مراقبة (قوات حفظ سلام)، من خلال مراقبين دوليين وقوات ما يسمى (Troops)، كما إن وجود هذه القوات الدولية المحايدة يؤدي إلى ضمان وقف إطلاق النار، حيث يمكن لتلك القوات مراقبة تنفيذ اتفاقات الهدنة أو التسوية، ومنع أي خرق من الجانبين، بالإضافة إلى إضعاف سلطة الفصائل المسلحة،

في حال كانت القوات الدولية ذات تفويض قوي، فقد تحد من نشاط حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي، مما قد يخلق توتراً داخلياً، وآخر هذه التأثيرات الأمنية تقييد التحركات لكيان الاحتلال، فوجود المراقبين الدوليين قد يمنع أو يحد من العمليات العسكرية لكيان الاحتلال داخل القطاع دون مبررات واضحة، أما التأثيرات السياسية، فنوجزها بإعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني، حيث أن وجود قوة دولية قد يمهد لإعادة ترتيب السلطة في غزة، سواء بعودة جزئية للسلطة الفلسطينية أو بإنشاء إدارة انتقالية، وكذلك تأثير سياسي آخر وهو تدويل القضية الفلسطينية، فسيؤدي وجود القوات الدولية إلى زيادة التدخل الدولي في إدارة الصراع، ما قد يضعف السيطرة الإسرائيلية المباشرة ويزيد من الضغط الدبلوماسي عليها، وآخر التأثيرات السياسية هو موقف حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى التي ستعارض هذه الخطوة على الأرجح باعتبارها “انتقاصاً من السيادة”، بينما قد تراها بعض القوى السياسية الفلسطينية فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية.

وبخصوص التأثيرات الإنسانية والاجتماعية، فيمكن إيجازها بتحسين الوضع الإنساني، فبوجود قوات دولية، يمكن تسهيل دخول المساعدات وإعادة الإعمار، وضمان حماية المدنيين من القصف أو الاعتقال، وكذلك زيادة الثقة والأمان للسكان، فقد يشعر المدنيون بمستوى أعلى من الأمان في ظل وجود مراقبين دوليين يحدون من الانتهاكات التي ترتكبها قوات كيان الاحتلال، وآخر هذه التأثيرات الإنسانية والاجتماعية هو احتمال حدوث احتكاكات، إذا اعتبر السكان أن القوات الدولية منحازة أو غير فعالة، فقد تنشأ مواجهات أو رفض شعبي لها.

أما التأثيرات الإقليمية والدولية، فيمكن إيجازها بقيام تهدئة مؤقتة في المنطقة،
فقد يؤدي وجود القوات إلى تهدئة نسبية في جبهات غزة ومصر ولبنان، مما يخدم الاستقرار الإقليمي، وكذلك زيادة نفوذ الأمم المتحدة أو الدول الكبرى، فقد تستغل بعض القوى الكبرى (مثل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي) وجود القوات لتعزيز نفوذها في المنطقة، بالإضافة إلى ردود فعل متحفظة من قبل كيان الاحتلال، فهذا الكيان عادةً ما يعارض نشر قوات دولية على حدوده، لأنها تراها تقييداً لحريتها الأمنية.

وخلاصة القول إن وجود قوات دولية في غزة قد يحقق استقراراً مؤقتاً ويخفف المعاناة الإنسانية، لكنه في الوقت نفسه ينطوي على تحديات سياسية وأمنية، خاصة إذا لم يكن هناك توافق فلسطيني داخلي وتفويض واضح من مجلس الأمن، فنجاح التجربة يعتمد على ثلاثة عوامل الأول هو طبيعة التفويض (مراقبة، حفظ سلام، إدارة انتقالية)، والثاني هو توافق الأطراف المحلية والإقليمية، والعامل الثالث هو حياد القوات والتزامها بحماية المدنيين لا بالعمل السياسي.

4f67e080 3916 44b2 81bf 8de5d13495e5 - وكالة عكاظ الاخبارية