عقل الدولة في لحظة مفصلية : قراءة في اتجاهات القرار

المصدر : https://okathjordan.com/?p=145407
عقل الدولة في لحظة مفصلية : قراءة في اتجاهات القرار
عكاظ الاخبارية
بقلم : خالد الحميد الزبون
في ظل تطورات اقليمية متسارعة وتحديات داخلية دقيقة، يتحرك العقل الاستراتيجي للدولة الاردنية بوعي حاد نحو اعادة ضبط المشهد. لا مكان للارتجال او المجاملة في هذه المرحلة، بل هناك ادارة دقيقة للاولويات، وقراءة متقدمة للسيناريوهات. وضمن هذا السياق، تبرز اربعة محاور رئيسية تقود اداء الدولة وتوجه قراراتها:
1. السرية والسيطرة
احكام القبضة على مفاصل القرار والمؤسسات الحساسة بات سمة المرحلة. يتم التعامل مع المعلومات والقرارات بحذر بالغ، والدوائر المؤثرة باتت اكثر ضيقًا وتماسكًا، في محاولة لضمان اقصى درجات الانضباط والحد من الاختراق او الانكشاف.
2. المأزق الحتمي
الدولة امام مفترق طرق يتطلب دقة في الاختيار، وحكمة في التحرك. التحديات المعقدة تفرض معادلة جديدة: اما الاستباق او الاستنزاف، ولا مكان للحياد او التردد.
3. التوحيد الداخلي
تتسارع خطوات اعادة ترتيب البيت الداخلي، سياسيًا ومجتمعيًا. هناك اشارات واضحة على استدعاء القوى الفاعلة الى ميدان الاصطفاف الوطني خلف الملك، في محاولة لتوحيد الموقف الداخلي كجدار صد لاي اضطراب محتمل.
4. الهيمنة المنتظرة
يبدو ان الدولة تتجه نحو ترسيخ نمط حكم جديد اكثر تماسكا، يقوم على استثمار النفوذ، وتحقيق الاستقرار الصلب، وتحييد عناصر الاضطراب السياسي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، عقل الدولة الان مشغول في ترتيب قرار مفصلي سيكون له اثر بالغ على منظومة التحكم والسيطرة. هناك مراجعة خفية تجري لمعادلات التحالف والخطاب، حيث تتحرك الدولة بين الكتمان والاعلان، بين ما يدار خلف الابواب، وما يُمهد له في العلن. وما لم يُعلن بعد، يجري تهيئته بصمت، ليُحدث تغييرًا نوعيًا في بنية القرار والسيطرة.
ان هذه المؤشرات مجتمعة تشير الى ان الاردن يُدار اليوم بعقل امني/سياسي هادئ، لكنه حاسم، يضع نصب عينيه معادلة بقاء الدولة واستقرارها في بيئة مضطربة اقليميًا، ومليئة بالتقلبات داخليا ً.






