الجلاد يكتب : إسرائيل تضرب وإيران تتهاوى

عكاظ الاخبارية

بقلم : عاكف الجلاد 

ما شهدناه اليوم من ضربات إسرائيلية مركزة داخل العمق الإيراني ” 200 طائرة اسرائيلية” يشكل تحولًا نوعيًا وخطيرًا في طبيعة الصراع بين الطرفين.

الضربة التي استهدفت منشآت عسكرية ومواقع نووية وقادة عسكريين وعلماء ذرة ، جاءت كرسالة قوية ومباشرة من تل أبيب بأن قواعد الاشتباك التقليدية لم تعد قائمة ، وأن زمن استهداف الوكلاء دون المساس بالمركز قد انتهى.

الردع الإيراني بدا هشًا وضعيفاً وكأنها “نمر من ورق” أمام هذه الضربات ، فبرغم ما تدعيه طهران من قدرات عسكرية وصاروخية ودفاعات جوية متقدمة ، لم تستطع منع الضربة او التصدي لها أو حتى الحد من أثرها ، وهو ما يفتح الباب لأسئلة كثيرة ومحرجة حول جاهزيتها العسكرية ، ومدى اختراق مؤسساتها الأمنية والعسكرية.

الضربة الإسرائيلية تحمل أبعادًا إقليمية ودولية واضحة ، لا سيما بعد اتهام إيران بالتورط المباشر في تمويل وتخطيط هجوم 7 أكتوبر ودعمها وتمويلها لحركة حماس ، وما تبعه من دمار شامل في قطاع غزة وقتل وتشريد اهلها .

ومن غير المستبعد أن تكون هذه العملية قد نُفذت بتفاهم مع الولايات المتحدة أو قوى دولية أخرى ، في إطار سياسة احتواء إيران دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

رد طهران في “حال حدوثه” سيكون محكًا حقيقيًا لقدرتها على الحفاظ على هيبتها وماء وجهها أمام جمهورها الداخلي أولاً وأمام حلفائها الإقليميين ثانياً ، إلا أن المؤشرات الحالية لا توحي بقدرة إيران على رد مباشر أو مؤثر ، ما يعزز الانطباع بأنها أمام مرحلة تحجيم قسري أو حتى تغيير كامل لنظامها وقريباً جداً .

إن ما جرى اليوم لا يمكن التعامل معه كحدث عادي أو عابر ، بل كمؤشر لبداية مرحلة جديدة في الصراع ، تُعاد فيها حسابات القوة والردع والنفوذ ، وربما يعاد فيها رسم خرائط التأثير في المنطقة بالكامل .