رسالة من صديقي التايلندي المحتال

رابط مختصر
المصدر : https://okathjordan.com/?p=38552
عكاظ الاخبارية :
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
يوم امس جائتني رسالة على الماسينجر من تايلندي يقول فيها انه يعمل مدير حسابات في بنك بالعاصمة التايلندية في بانكونك وان هناك حساب مالي بقيمة 5 مليون دولار باسم واحد اسمه الين المجالي تعرض لحادث وتوفى هناك ، ولا احد من ادارة البنك يعرف عن هذه الحادثه ، وحسب المعلومات الموجودة بالبنك لا يوجد في بيانات ألين المجالي وريث او معرف عليه من العائلة في ملفه .
صديقي المحتال يريد ان يبرم معي صفقة و ان يرشحني كفرد من العائلة احمل نفس الاسم كوريث له في حال عرفت ادارة البنك عن حادثة وفاة الين المجالي مقابل مقاسمة المبلغ بالنصف ما بيني وبينه وحتى لا تصادرها إدارة البنك ، طبعا صديقي التايلدني النصاب طلب مني الايميل ومعلومات شخصية عني لكي يستغلني وانا المُسخًم الذي لن يجد عندي الا راتبي التقاعدي التي تسيطر على ثلثينه البنوك الاردنية من اجل قروض اسكانية في وقت لو كنت اريد ان اكون فيه من اصحاب الملايين والعقارات والشركات لكنت وذلك فقط من خلال إرخاء سمونات الضمير في مربع امانتي الشخصية .
المهم انني رديت على صديقي النصاب المحتال برسالة شكر وقلت له فيها انني اعلم انك نصاب ومحتال اليكتروني ولكنني أشكرك انك تذكرتنا وتذكرت عائلتنا في حين ان الذين حميناهم وثبتناهم وفديناهم بالمهج والارواح قد طلعوا أرواحنا وباعونا ونسونا ، وقلت له ايضا اشكرك لأنك تذكرت الين المجالي في حين غيرك نسى الشهيد الذي حارب الاتراك واستشهد على اسوار القدس الشهيد اسماعيل الشوفي المجالي ، لقد ذكرّتني بألين المجالي في حين انهم بوطني نسوا الشيخ قدر المجالي قائد ثورة الهيه بالكرك ، ونسوا حابس وهزاع وباعوا عبدالهادي وذبحوه بمحاربتهم له .
لقد نسوا الدكتور عبدالسلام مؤسس الجامعة الأردنية والخدمات الطبية.
لقد نسونا يا صديقي التايلندي ونسوا حابس الذي لو طاوعهم لكان غير الذي كان .
نسو محمد كساب الذي عرض روحه للخطر وشكروا زيد الرفاعي على بطولة محمد كساب المجالي .
لقد نسوا ان الشهيد جدي قدر المجالي اغتالوه بدمشق لانه يطالب بالحرية للشعب الاردني ، ونسوا الماجدات الأردنيات المجليات مشخص وبندر اللتان تم سجنهن في سجن معان لمواقفهم السياسية ومعارضتهن للظلم على الشعب الاردني .
شكرا يا صديقي التايلندي انك تذكرت العائلة وابناؤها ولو من اجل الاحتيال والنصب في حين ان غيركم لم يكتفوا بانهم نسونا وانما صاروا يحاربوننا في لقمة عيشنا ووظائفنا العادية.
واخيرا قلت لصديقي المحتال هل تعرف يا صديقي التايلندي ما هي مشكلتنا في هذا الوطن الذي نحارب فيه ولو أننا لا نعرف سبب هذه الحرب التي يشنوها علينا ، السبب يا صديقي اننا وطنيون احرار ونحب الوطن وقيادته وأننا نحن سبب بقائهم وديمومتهم في مواقعهم التي يحاربوننا فيها من خلال مواقعهم .
ولكن يا صديقي هذا وطننا وهذه عهودنا لا نخونها حتى لا ينقطع الوفاء ولكن انما للصبر حدود واؤكد لك ان مع العسر يسرا وان للصبر حدود فلا تختبروننا بصبرنا ولا تضغطوا علينا في عسرنا .
واخيرا قمت بحذف ملف صديقي المحتال واعلنت محاربتي له من خلال كشف لعبته للمواطنين .





